تجمع نادية المزدادة بمدينة مراكش، والتي شدت الرحال إلى ألمانيا وعمرها 19 سنة حيث تخرجت كطبيبة من جامعة ريغنسبورغ بمدينة آخن سنة 1999، بين العمل في مركز ومختبر لعلاج العقم تقول إنه الأفضل في الإمارات والمنطقة، ومزاولة هوايتها المفضلة وهي رسم لوحات تشكيلية.
تقول النجاري الأم لثلاثة أبناء (بنتان وولد) والمتزوجة من مواطن ألماني يعمل في مجال المحاماة، إنها تزاوج بين إعداد لوحات تشكيلية للتعبير عن ما يخالجها من أحاسيس تتعلق بتفاصيل حياتها وبنظرتها إلى الحياة وبين ممارسة مهنة الطب التي تستهويها منذ صغرها.
وأضافت في لحظة بوح مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن التعامل مع المرضى برأيها فن يستحق الكثير من الاهتمام، مشيرة إلى أنها تعمل في هذا الصدد، على المزج بين العلاجين النفسي والبدني لحل مشاكل العقم وتأخر الإنجاب عند النساء، وذلك من خلال تقديم أحدث طرق العلاج الطبية، وتوظيف رياضة "اليوغا" تحديدا، في ذلك إلى جانب تنظيم جلسات حوارية هادئة للتواصل الحي مع المرضى.
وأبرزت النجاري، رئيسة قسم استشاري الخصوبة بمستشفى "برجيل" بأبوظبي والمتخصصة في مجال الإخصاب وتقنيات المساعدة على الإنجاب، أن اللجوء إلى اليوغا وجلسات الحوار والاسترخاء لفائدة المرضى، أعطى نتائج ممتازة.
وأشارت إلى أن هذه المبادرة، لقيت ترحيبا من المسؤولين في المستشفى، كما حظيت باستحسان من لدن المرضى أنفسهم الذين يثمنون دائما الخدمات النوعية التي تقدمها لهم.
وعن مزاولتها للفن التشكيلي، تقول نادية النجاري التي عاشت طفولتها بالمدينة الحمراء حيث نالت بها شهادة الباكالوريا بثانوية ابن عباد العريقة، إنها مدينة في ذلك لوالدها الذي شجعها على الرسم منذ البداية وايضا لرسامين وفنانين التقتهم في ورشات عمل مختلفة في المغرب وألمانيا.
كما أن جماليات الحياة الطبيعية وترابط العلاقات الإنسانية في المغرب، تضيف نادية، شكلت عوامل ملهمة لها لصقل موهبتها في الرسم والتشكيل.
وأشارت نادية النجاري التي تجيد الحديث باللغات الفرنسية والإنجليزية والألمانية والعربية، فضلا عن إلمامها بأساسيات اللغة الأمازيغية بحكم أن والدتها تتحدر من بلدة "أمزميز" بالأطلس الكبير، إلى أنها بعدما أكملت رسم مائة لوحة نظمت عدة معارض بكل من ألمانيا والمغرب وكذا بأبوظبي ودبي بالإمارات العربية المتحدة التي التحقت بها سنة 2013 .
وفي هذا الصدد، أبرزت الطبيبة المغربية الدور الكبير والمؤثر الذي لعبته هذه المعارض الفنية في تحفيزها على الإبداع، إذ كانت بمثابة جسر للتواصل بينها وبين الجمهور صغارا وكبارا ومرضى وأصحاء وملتقى للانفتاح على حضارات مختلفة في مجتمع متعدد الجنسيات والثقافات والعقائد.
وبخصوص وجهة نظرها حول وضعية المرأة تؤكد، نادية النجاري التي مارست العمل السياسي في ألمانيا بعد انخراطها في حزب يدافع عن إدماج المهاجرين في المجتمع ونشر قيم التسامح والتعايش بين مختلف الأجناس والاديان والثقافات التي تحتضنها ألمانيا، أن المرأة المغربية نجحت في السنوات الأخيرة في الولوج الى مختلف الميادين وفرضت نفسها بإلحاح إذ أصبحت وزيرة وبرلمانية وأستاذة جامعية وبطلة رياضية وغيرها من المناصب المهمة.
نادية النجاري، التي تدرجت في مجال الطب في ألمانيا وطافت أيضا عدة بلدان بحثا عن العلم والمعرفة في مجال اختصاصها لاسيما فرنسا وكندا علاوة على نيلها شهادة في رياضة اليوغا ، تعشق الرسم حتى النخاع إذ تجد في محراب الفن التشكيلي الملاذ الآمن للتعبير عن عشقها للحياة والطبيعة.