وأكد المشاركون في الندوة الافتراضية التي نظمت أمس الاثنين ضمن فعاليات مهرجان القدس السينمائي الدولي بغزة في نسخته الخامسة (29 نونبر - 6 دجنبر) أن "اختفاء" القضية الفلسطينية من اهتمامات السينما العربية يسائل الأنظمة كما المنتجين ويدعو للتأمل بشأن سبل دعم القضية الفلسطينينة من وجهة نظر سينمائية.
وفي هذا الصدد، قال المخرج والناقد السينمائي المغربي عبد الإله الجوهري ، إن السينما العربية بشكل عام مُقصرة في حق القضية الفلسطينية حيث الإنتاج جد قليل، مسجلا أن السينما المغربية لم تخرج عن هذا التوجه بحكم تأثرها بالخصوص بالثقافة الغربية.
وقال في هذا الصدد إنه باستثناء عملين سينمائيين او ثلاثة، تكاد تخلو الخزانة السينمائية المغربية مع إنتاج يسلط الضوء على جوانب من القضية الفلسطينية، وعزا ذلك إلى عوامل ذاتية وموضوعية تتعلق بتكوين المخرجين وكتاب السيناريو.
وتحدث الجوهري عن المشاكل السياسية التي تعرفها الدول العربية والتي ألقت بظلالها على الإنتاج السينمائي، "فغياب الوحدة في الرؤى والتصورات بين الأنظمة العربية لم يساعد على بلورة رؤية سينمائية موحدة إزاء القضية الفلسطينية، فضلا عن كون الهواجس السياسية والأمنية طغت على الهاجس والهم الثقافي".
ودعا لضرورة العمل على إشاعة ثقافة سينمائية حقيقية في المجتمعات العربية، مشيرا إلى أنه "بدون وعي ثقافي حقيقي وبدون إيمان بالقضية الفلسطينية لا يمكن ان ننتظر أي دعم للسينما يخدم القضية الفلسطينية".
كما تحدث الناقد المغربي عن الدور القوي الذي كانت تلعبه الأندية السينمائية المغربية في التعريف بالقضية الفلسطينية ونضالات شعبها مبديا أسفه لتراجع واختفاء هذه التجربة التي كانت متنفسا لتسليط الضوء على الواقع العربي وخاصة على القضية الفلسطينية.
وعن ضعف تمويل الأفلام التي تتناول القضية الفلسطينية، ارجع المتحدث السبب إلى وجود "لوبيات" تسيطر على واقع الانتاج والمهرجانات عالميا يسيطر عليها الهاجس التجاري والربحي، داعيا إلى إنشاء "لوبي " عربي وعالمي من أجل دعم صناعة السينما خدمة للقضية الفلسطينية.
من جهته قال المخرج والمنتج السينمائي السوري أنور القوادري ،إن القضية الفلسطينية هي قضية إنسانية عالمية، مسجلا أنه رغم وجود العديد من الاعمال الفنية العربية على مستوى الدراما والسينما التي تناولت هذه القضية، إلا ان هناك تقصيرا كبيرا في مخاطبة الجمهور العالمي المتعطش لأن تقدم له أفلام عن الواقع الفلسطيني ، وعن المناضلين بشكل فني مبتكر يدخل الوجدان.
وأضاف القوادري أن عدم وصول القضية الفلسطينية إلى الخارج عبر الفن السابع يكمن في ضعف التمويل إلى جانب غياب دعم القطاعين العام والخاص لهذه الافلام.
بدوره أكد الممثل والمسرحي الفلسطيني حسام ابو عيشة ، أن دعم الانشطة الفنية وخاصة السينمائية التي تتناول القضية الفلسطينية ،مسألة مرتبطة برأس المال العام الذي يرتبط بدوره بسياسة الأنظمة.
وشدد أبو عيشة على أن قلة الدعم أو غيابه والظروف السياسية التي تعيشها القضية الفلسطينية لن يمنع السينما من أن تثبت جدارتها.
من جهتها قالت السيناريست المصرية سناء هاشم إن السينما والصورة والفنون بشكل عام يمكن ان تساند عربيا القضية الفلسطينية للانطلاق والتعريف بها عالميا، مضيفة أن هناك قوة وسحر خاصة للفن الذي يهتم بالقضايا الانسانية ولا بديل للفن سواء بشكل مباشر بواسطة الافلام التوثيقية أو الأعمال الروائية والسينمائية من الوصول إلى القلوب .
واشارت إلى أن السينما تفتقر لصناع سينمائيين ومخرجين قادرين على التركيز على زوايا قوية للواقع الفلسطيني تجذب المتتبع والمتلقي، داعية إلى اتحاد حقيقي بين مختلف الفاعلين في مجال صناعة السينما للترويج لهذه القضية الانسانية.
يذكر ان مهرجان القدس السينمائي الدولي يقام في دورته الخامسة ما بين 29 نونبر و6 دجنبر الجاري ، بمشاركة أفلام من ثلاثين بلدا، تتوزع ما بين روائي، وثائقي وأخرى مخصصة للهواة.
وخصت هذه الدورة الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري بجائزة تحمل اسمه وتعطى لأفضل فيلم وطني سواء كان عربيا أم عالميا.