ويراهن المسؤولون والفاعلون في الحقل الثقافي بالجهة على استثمار الثقافة والاهتمام بها كرافعة أساسية للنهوض بالجهة وتلبية تطلع ساكنتها إلى تحقيق انتعاش ثقافي يعكس المكانة التاريخية والتراثية والمؤهلات التي تزخر بها المنطقة.
ويتجلى هذا الاهتمام في إحداث بنيات تحتية ثقافية، منها ما هو في طور الإنجاز وما أنجز كليا خلال هذه السنة التي تشارف على الانتهاء، وذلك على الرغم من الظرفية الاستثنائية الناجمة عن تفشي كورونا.
وبحسب المديرية الجهوية للثقافة بكلميم وادنون، فإن هذه المشاريع الثقافية التي يتم إنجازها في إطار النموذج التنموي الجديد (2016-2021) الموقع أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وكذا في سياق الارتقاء بالمكون الثقافي للجهة، تروم تعزيز البنية التحتية الثقافية بأقاليم الجهة .
وتهم هذه المشاريع إحداث معهد للموسيقى والكورغرافيا بكلميم (15 مليون درهم)، ومركزين ثقافيين بسيدي إفني (23 مليون درهم) وطانطان(23 مليون درهم)، وأربعة مراكز للتنشيط الثقافي (30 مليون درهم) بجماعات مير اللفت ولخصاص(إقليم سيد إفني)، والزاك (إقليم أسا الزاك)، والوطية (إقليم طانطان)، وكذا إحداث أربع نقط للقراءة بكلميم(8 مليون درهم)، فضلا عن إحداث مركز للتعريف بالنقوش الصخرية بكلميم (8 مليون درهم).
هذا، فضلا عن العمل على تسجيل خمسة مواقع للنقوش الصخرية على لائحة التراث الوطني (1.34 مليون درهم) وهي "زرزم" و أداي" بكلميم، و"أزرو أكلان" بمدينة أسا ، و"لمسيد أزكر" بطانطان، و"بوطروش" بسيدي إفني، وكذا وضع برنامج لتثمين وتأهيل الموسيقى الحسانية.
ومن المشاريع التي أنجزت كليا خلال هذه السنة، مركزين للتنشيط الثقافي بجماعتي مير اللفت ولخصاص (إقليم سيدي إفني) ، وأربع نقط للقراءة بجماعات أسرير وأباينو ولقصابي وتيمولاي(إقليم كلميم).
وفي سياق متصل، أعلنت المؤسسة الوطنية للمتاحف، مؤخرا، عن قرب إحداث متحفين أحدهما بجهة كلميم وواد نون والآخر بمدينة العيون، وذلك ضمن مبادرة تندرج في إطار الجهود المبذولة لتثمين والحفاظ والنهوض بالتراث المادي واللامادي للأقاليم الجنوبية.
والى جانب هذه البنيات التحتية الثقافية، عاشت الجهة، خلال السنة الجارية، على إيقاع العديد من الأنشطة نظمت عبر وسائل التواصل الافتراضي والمنصات الرقمية، باستثناء المعرض الجهوي العاشر للكتاب (3-8 مارس 2020) الذي تظم قبل فترة الحجر الصحي.
ومع تفشي فيروس كورونا ، ارتأت المديرية الجهوية للثقافة ، في إطار استمرارية برنامجها الثقافي والفني بشراكة مع فعاليات المجتمع المدني والمنظومة المحلية والإقليمية بالجهة تحقيقا للعدالة المجالية، وضع برنامج عن بعد، شمل 60 نشاطا ، منها 46 نشاطا للمديرية الجهوية للثقافة، و14 نشاطا للمحافظة الجهوية للتراث الثقافي التابعة لهذه المديرية ، والتي تم بثها على المواقع الرسمية لكل من المديرية الجهوية للثقافة، والخزانة الوسائطية بطانطان، وقاعة العروض والندوات بأسا، والمحافظة الجهوية للتراث الثقافي.
وبحسب المدير الجهوي للثقافة، الطالب بويا العتيق، فإن التنشيط الثقافي بالجهة خلال 2020 "قطع أشواطا لابأس بها رغم أن الظرفية كانت جد صعبة جراء أزمة جائحة كورونا وهي أزمة لم تكن عائقا كبيرا لتكبل أيدينا وتؤثر على النتائج الإيجابية التي حصلنا عليها طيلة فترة الجائحة".
وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تحقيق هذه النتائج جاء بفضل مجهودات وتعاون الشركاء ، وأيضا بالنظر للعلاقة الجيدة للمديرية الجهوية للثقافة مع الجمعيات الثقافية الشريك الأساسي في عملية التنشيط الثقافي، ما أعطانا الفرصة للاستمرار في العمل الثقافي رغم تضررالكثير من هذه الجمعيات بسبب الجائحة
وبالنظر إلى ما يزخر به إقليم سيدي إفني من مؤهلات طبيعية تجمع بين الجبال والبحر، فقد أصبح هذا الإقليم في الأونة الأخيرة، وجهة فنية لعدد من المنتجين والمخرجين العاشقين للبحر مغاربة وأجانب، وذلك من خلال عدة تظاهرات لاسيما المهرجان الدولي للسينما والبحر الذي يساهم في التعريف بمؤهلات الإقليم السياحية والطبيعية.
وكان عامل الإقليم الحسن صدقي، دعا خلال الدورة السادسة للمهرجان، المنتجين والمخرجين الى إيلاء مزيد من الاهتمام بسيدي إفني للمساهمة في التعريف به عبر تصوير أعمال تسوق له وتبرز مؤهلاته.
بدوره، كشف الفنان المغربي عبد الله فركوس، الذي تم الاحتفاء به خلال هذه الدورة ، أن هناك فكرة إنتاج عمل كوميدي بالمنطقة ستشرف عليه الجمعية المنظمة للمهرجان، مبرزا أن المنطقة يجب أن تأخد حقها في الانتاج السينمائي والتلفزيوني المغربي نظرا لما تزخر به من مناظر تصويرية وبلاتوهات طبيعية وبنايات قديمة وأسواق تقليدية وشباب واعد في المجال السينمائي.
أما المصور البولندي داريش باسيوريك الذي أشرف على تأطير ورشة تكوينية بمدينة مير اللفت ضمن فعاليات المهرجان، فأكد من جانبه، أن سيدي إفني تتوفر على مؤهلات طبيعية مهمة، وواجهة بحرية "ساحرة" ، معتبرا أنها "منطقة نمودجية" لهواة التصوير.
من جهتها، احتفت المحافظة الجهوية للتراث الثقافي التابعة للمديرية الجهوية للثقافة، ب"شهر التراث" بطريقة غير مادية، اعتمادا على خدمات وسائل التواصل الافتراضي والمنصات الرقمية.
وفي الشق الرياضي، تم في فبراير الماضي، إحداث العصبة الجهوية لكرة القدم بكلميم وادنون، تروم الاهتمام بالبنية التحتية، والتكوين العلمي للمدربين واللاعبين والحكام، وتوسيع قاعدة الممارسة الرياضية، وكذا ترسيخ مبدأ الحكامة.
وبحسب رئيس العصبة محمد المزدوغي، فإن إحداث هذه العصبة يشكل قيمة مضافة للجهة، وسيعود بالنفع على الرياضة عامة بالجهة، وكرة القدم على وجه الخصوص، وذلك من خلال الاستفادة من ملاعب معشوشبة ومن دورات وورشات تدريبية لنيل شواهد في التدريب، إلى جانب فتح مدرسة للتحكيم بأقاليم الجهة.
وتميزت أنشطة العصبة بتنظيم مباريات بالملعب البلدي بكلميم ، في أكتوبر الماضي، للتنقيب عن المواهب بالأندية التابعة للعصبة ذكورا (مواليد 2004-2005-2006 )، وإناثا (مواليد 2003 حتى2007 )، وذلك لتحديد منتخب خاص بالعصبة في أفق انتقاء أبرز العناصر قصد إشراكهم بالمنتخب الوطني لأقل من 17 سنة.
وتأتي هذه التظاهرة الرياضية في إطار برنامج زيارة أعدته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يشمل جميع العصب الجهوية ال 12 المنضوية تحت لواء الجامعة، من أجل تسطير برنامج عام لكل عصبة، والتنقيب عن أجود اللاعبين من مواليد 2003 حتى 2007 (ذكورا وإناثا).