ويخطو هؤلاء الأطفال خطواتهم التعليمية الأولى بهذا المركز، الذي تسهر على تدبيره المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، بالاستعانة بمربيات محترفات يحرصن على غرس مفاهيم تربوية وقيم وطنية في نفوس الأطفال، من شأنها تمكينهم من شق مسارهم الدراسي بنجاح، بعد التحاقهم بفصول التعليم الابتدائي.
ويتوجه هؤلاء الأطفال يوميا إلى هذه الوحدة الخاصة بالتعليم الأولي، ليجدوا في استقبالهم مربيتين مؤهلتين استفادتا من عدة تكوينات، من بينها التكوين الحضوري لـ 400 ساعة والتكوين التكميلي لـ 300 ساعة، تلقنتا خلالها مجموعة من البيداغوجيات الهادفة إلى بناء شخصية الأطفال وتنمية قدراتهم.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت فايزة ادقيوش، المربية المكلفة بالمستوى الثاني أولي بالوحدة، "نشتغل وفق بيداغوجيات حديثة تعتمد بالأساس على اللعب"، موضحة أن "بيداغوجية اللعب تستخدم لتلقين الأطفال التعلمات الأساسية، مثل الحروف والأرقام وأيام الأسبوع وغيرها، وهو ما يؤهلهم بسهولة للاندماج في التعليم الابتدائي، إلى جانب اكتساب مهارات شخصية مثل الانضباط والانتباه داخل الفصل وسلاسة التواصل".
وأكدت فايزة، التي راكمت تجربة ثلاث سنوات من الخبرة منذ التحاقها بالعمل في موسم 2021 – 2022 بالمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، "لقد تعلمت كيفية التعامل مع الأطفال الصغار، وبحكم أنهم يحبون اللعب ويجدون في ذلك متعة، نركز في عملنا على هذه المقاربة البيداغوجية".
وأعطت هذه الجهود المبذولة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بشراكة مع المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي والوزارة الوصية، دفعة قوية لقطاع التعليم الأولي على مستوى إقليم القنيطرة، الذي راكم تجارب ناجحة مماثلة بفضل تضافر جهود مختلف المتدخلين، بغية تعميم هذه الخدمة على كافة الدواوير والتجمعات السكانية بالإقليم.
وفي هذا الإطار، أكدت سناء زنيدر، المشرفة والمؤطرة التربوية بالمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، في تصريح مماثل، أنه في إطار الشراكة بين المؤسسة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والوزارة الوصية، تم إحداث قسمين للتعليم الأولي على مستوى المركب الاجتماعي بقرية اولاد سلامة بإقليم القنيطرة، موضحة أن المؤسسة تسهر على مواكبة ومصاحبة المربيتين المسؤولتين بهذه الوحدة من أجل تمكين الأطفال من المهارات المعرفية والحس-حركية وكذا الإبداعية.
وأضافت السيدة زنيدر أن إحداث هذه الوحدة التعليمية يأتي في سياق تفعيل التوجيهات الملكية السامية من أجل تجويد وتعميم التعليم الأولي، مسجلة أنه تم إحداث العديد من وحدات التعليم الأولي في كافة ربوع المملكة بهدف تحقيق تكافؤ الفرص بين المجالين الحضري والقروي.
وتتواصل جهود المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم القنيطرة وفق فلسفة تقوم على بناء الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، حيث تضع أسس البناء خلال السنوات الأولى من عمر الطفل، باعتبار الطفولة المبكرة محور التنمية.