كانت "دار المغرب"، بحمولتها الثقافية والهوياتية، محراب شباب الجالية المغربية في الغربة، إذ وفرت لهم الفضاء لاستكشاف كل السبل المتاحة للتآزر ومد يد العون بين أبناء الوطن لتجاوز الظروف القاسية التي فرضتها الجائحة، تقول السيدة الكشاني في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء.
وأضافت هذه الفاعلة الجمعوية، التي قصدت إسطنبول قبل تسع سنوات من أجل الدراسة ثم التكوين والاشتغال في مجال تصميم المجوهرات، أنها وشباب مغاربة يجمعهم الحنين للوطن ويحذوهم طموح تمثيله خير تمثيل، ارتأوا تأسيس جمعية "دار المغرب" كفضاء للإشعاع الحضاري والثقافي للمملكة، لديه الصفة القانونية المطلوبة لولوج العالم الجمعوي بهذا البلد.
وأكدت السيدة الكشاني، التي خبرت العمل الجمعوي منذ طفولتها من مبادرات تضامنية إنسانية ساهمت فيها إلى جانب والدتها وأصدقائها في دور الأيتام والعجزة بمدينة مراكش، أن "دار المغرب" كانت في الموعد خلال الجائحة ووضعت التجربة التي راكمتهما في المجالات القانونية والاجتماعية الخاصة بالجاليات في تركيا، رهن إشارة المغاربة العالقين بهذا البلد بعد إغلاق الحدود، وأيضا أفراد الجالية ممن فقدوا موارد عيشهم جراء إجراءات الإغلاق التي فرضها الوباء.
وسجلت، عضو مجلس إدارة اتحاد الجاليات العربية بتركيا، أن إيمانها بجدوى انخراط الشباب في العمل التطوعي تقوى بشكل كبير خلال هذه الأزمة، بعدما كان هؤلاء الشباب في الموعد وسخروا إمكانياتهم في التنسيق بين القنصلية المغربية والسلطات التركية والمتضررين، وسارعوا إلى إحداث خلية تنتقل يوميا إلى القنصلية لتسجيل آلاف المستفدين، والاستجابة لحاجياتهم والانتقال معهم إلى الفنادق والمستشفيات على مدى أزيد شهر.
وتحكي السيدة سلوى، التي يحذوها حلم تأسيس علامة مجوهرات خاصة بها تمزج بين عراقة الموروث الثقافي المغربي والحضارة التركية، أن إتقانها للغة التركية إلى جانب العربية والفرنسية والاسبانية، كان بمثابة سلم لارتقائها في الحياة المهنية، حيث اشتغلت كمترجمة في العديد من المعارض الاقتصادية والتظاهرات السياحية، ما يَسر اندماجها الناجح في المجتمع التركي.
هذه الفاعلة الجمعوية لم تبخل بتجربتها على العديد من أبناء الوطن، خاصة الطلبة والمرضى خلال إعداد ملفات الإقامة أو الباحثين عن فرص شغل أو حتى المساعدة القانونية للفتيات المغربيات اللواتي يتم استدراجهن لزيجات بأتراك، وأيضا خلال إعداد "دار المغرب" لمبادرات تضامنية اجتماعية لدى فاعلين اقتصاديين وجمعويين ومحسنين أتراك.
وبنظرة تفائلية لمستقبل أجمل، عبرت السيدة الكشاني عن اقتناعها بأن الظروف التي فرضها الوباء، فقط، أرجأت تنظيم الجمعية للعديد من الأنشطة الاشعاعية لصورة المملكة والبرامج التكوينية لفائدة الشباب المغاربة ولم تلغيها؛ فهذه الظروف وإن تسببت في الكثير من المعاناة لأبناء الجالية، إلا أنها كشفت عن شيم التضامن والتآزر التي يمتاز بها المغاربة، ولاسيما حين اشتداد عوادي الزمن.