وتودع ساكنة جهة بني ملال خنيفرة سنة 2022 وهي مقتنعة بالجهود الكبيرة المبذولة من أجل الارتقاء بهذه الجهة حتى تصبح قاطرة للتنمية على المستوى الوطني، من خلال مبادراتها المتعددة التي قامت بها بالنظر لمؤهلاتها الهائلة.
وهكذا، شهدت الجهة تنمية في شتى المجالات تماشيا مع روح مضامين النموذج التنموي الجديد ، وفي إطار تعزيز عملية تفعيل الجهوية المتقدمة وإعادة هيكلة شاملة للبرامج والسياسات العمومية ضمانا لحياة كريمة للمواطنين.
وتهم هذه المشاريع الكبرى التي تبشر بآفاق أفضل لتطوير عدة قطاعات حيوية لا سيما الورش العملاق الخاص بالارتقاء بالبنيات التحتية الطرقية بهذه الجهة التي يغلب عليه الطابع الجبلي والقروي.
وفي هذا الصدد، فإن وزارة التجهيز والماء والنقل واللوجستيك تعمل من خلال استراتيجيتها الخاصة بالمحافظة وتطوير البنيات التحتية الطرقية على مستوى جهة بني ملال خنيفرة، على تنفيذ وإنجاز 31 مشروعا على طول 341 كلم بغلاف مالي قدره 820 مليون درهم.
ومن بين هذه البرامج الطرقية الطموحة هناك برنامج الصيانة الطرقية الذي يوجد في طور الإنجاز على طول 108 كلم بمبلغ 121 مليون درهم، وأيضا برنامج صيانة منشآت فنية من خلال إعادة بناء ثلاث منشآت هي في طور الإنجاز بمبلغ 33 مليون درهم.
كما يتعلق الأمر ببرنامج الحد من الفوارق المجالية والاجتماعية الرامية إلى إعادة تأهيل 804 كلم بمبلغ إجمالي قدره 735 مليون درهم خلال الفترة 2017-2023 .
ومن بين المشاريع الكبرى التي تم إنجازها بالجهة ، بناء الطريق الدائرية بمدينة بني ملال على مسافة 13.8 كلم بكلفة إجمالية تبلغ 150 مليون درهم وذلك من أجل تخفيف ضغط حركة المرور عبر هذه المدينة ، وحركة المرور من الطريق الوطنية رقم 8 نحو مراكش والطريق السريع A4.
كما يتعلق الأمر بتأهيل الطريق الجهوية 304 التي تربط أزيلال بالطريق الوطنية 8 عبر بين الويدان وأفورار على طول 60 كم وذلك بمبلغ 154 مليون درهم من أجل تحسين مستوى خدمة الطريق الجهوية 304.
كما يشمل توسيع وتعزيز الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين بني ملال ومراكش على طول 20 كلم بإقليم الفقيه بن صالح بغلاف مالي إجمالي قدره 50 مليون درهم وذلك من أجل تحسين حركية التواصل مع جهة مراكش آسفي.
وفيما يتعلق بالبنيات التحتية الصحية، فإن المشاريع الرامية إلى تعزيز العرض الصحي ، تهم أيضا البنيات التحتية الصحية وأيضا التجهيزات والعلاجات المتنقلة.
وتهم هذه المشاريع الرامية بالأساس إلى تحسين الخدمات الصحية المقدمة لساكنة الجهة سواء بالوسط القروي أو الحضري، بناء مرافق جديدة خاصة بالرعاية الصحية الأولية بإقليم خنيفرة بالخصوص، ومركزين صحيين قرويين من المستوى الثاني بالقباب ومولاي بوعزة، بالإضافة إلى إطلاق أشغال توسعة مستشفى القرب بمريرت بطاقة استيعابية تصل 45 سريرا.
وعلى مستوى إقليم أزيلال، تميزت سنة 2022 بإطلاق مشروعين هامين بالنسبة للساكنة القروية، ويتعلق الأمر ب مركز CSR2 بآيت أوقبلي مع إطلاق مشروع التطبيب عن بعد بنفس المركز، وكذا بناء وتجهيز المركز المرجعي للصحة الإنجابية والكشف عن سرطانات الثدي وعنق الرحم بأزيلال.
أما بالنسبة لإقليم خريبكة، فقد تم بناء وتجهيز مستشفى النهار بقيمة 12 مليون درهم، وتهيئة تأهيل مصلة المستعجلات بالمركز الاستشفائي الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة ، وإحداث مصلحة للطب النفسي متكاملة بسعة 30 سريرا.
كما شهدت سنة 2022 بناء وتجهيز مركز جديد لغسيل الكلى بخريبكة بشراكة مع جمعية محلية للمجتمع المدني، وإنشاء وتجهيز مركز جديد لتشخيص وعلاج أمراض الجهاز التنفسي بخريبكة.
وبإقليم بني ملال، قام وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خلال هذه السنة، بتدشين المركز المرجعي الجديد للصحة الإنجابية والكشف عن سرطان الثدي وعنق الرحم بالرميلة، وبناء مركزين صحيين قرويين من المستوى الأول بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أحدهما بأدوز والآخر بتاكزيرت.
كما أن هناك مشاريع أخرى كبرى بالإقليم منها مركز استشفائي جهوي الجديد ببني ملال بسعة 450 سريرا ، ومستشفى إقليمي للأمراض النفسية بسعة 120 سريرا.
وبخصوص قطاع التعليم، فإن جهة بني ملال - خنيفرة تنوه بالجهود الكبيرة المبذولة من أجل تعميم التعليم الأولي وتعزيز الدعم الاجتماعي وخلق بنيات استقبال ملائمة من أجل توفير الظروف الملائمة للتمدرس.
وفي هذا الصدد، فإن نسبة تنفيذ اتفاقية شراكة تجمع بين المجلس الإقليمي والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، تجاوزت 65 بالمائة من أجل رفع مستوى المنظومة التربوية بالجهة.
وقد مكنت هذه المشاريع المندرجة في إطار هذه الاتفاقية التي تشرف على تنفيذها الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع، من تجاوز الإكراهات التي تعيق المنظومة التربوية بالجهة حيث ستتم المصادقة على 25 مشروعا جديدا خلال الدخول المدرسي المقبل منها 7 مدارس ابتدائية، و5 مدارس جماعية، و6 مدارس إعدادية، و3 مدارس ثانوية تأهيلية، و4 مدارس داخلية، بالإضافة إلى 33 مقصفا بالمدارس الابتدائية ، و156 قاعة للدرس في إطار توسيع العرض المدرسي، بالإضافة إلى 153 قاعة للدرس بالتعليم الابتدائي.
وقد تم إنجاز جميع هذه المشاريع بدعم قوي من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي اتخذت من التعليم كأحد أولوياتها.
وقد مكنت هذه المشاريع التي تجسد الكفاءة والفعالية، من إحراز تقدم ملموس على مستوى المؤشرات التعليمية في الجهة، حيث بلغت نسبة تغطية الجماعات 100 في المائة.
كما انخفض مؤشر الهدر المدرسي حيث تقلص بخصوص التعليم الابتدائي ب 2.2 في المائة مقابل 3.4 بالمائة على الصعيد الوطني، و8.6 بالمائة في التعليم الإعدادي مقابل 14.6 بالمائة على الصعيد الوطني، بينما بلغ بالنسبة للثانوي التأهيلي نسبة 7.1 بالمائة مقابل 10 بالمائة على المستوى الوطني.
كما شهد قطاع الرياضة تطورا ملحوظا يتمثل في الإنجاز الرائع لأسود الأطلس في كأس العالم قطر 2022، بينما تجري الأشغال على قدم وساق للانتهاء من أشغال بناء المركز الجامعي للتكوين في كرة القدم.
وسيتم تمويل هذه البنية الجديدة التي رصد لها مبلغ استثماري إجمالي يقدر ب 80 مليون درهم ، في إطار اتفاقية شراكة بين ولاية الجهة ، ومجلس الجهة (40 مليون درهم) ، والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم (40 مليون درهم ) .
وسيتم بناء هذا المركز على مساحة تتجاوز 7 هكتارات وفرتها ولاية الجهة، منها 8300 متر مربع مبنية.
ومن المقرر أن يتوفر المركز ، الذي سيضم 7 أقطاب اثنان منها للإيواء (127 سريرا) ، ومطعمة، وقطب بيداغوجي، وقطب إداري وآخر طبي ورياضي ، وقطب للسكن .
كما سيشمل ملعبين كبيرين لكرة القدم، أحدهما بعشب طبيعي والآخر بعشب اصطناعي، بالإضافة إلى ملعب ثالث للتدريب.
ويتعلق الأمر أيضا بأشغال إعادة تأهيل ملعب العامرية التاريخي لكرة القدم ببني ملال، والذي تم إطلاقه نهاية مارس الماضي في إطار شراكة بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وولاية جهة بني ملال خنيفرة والمجلس الجماعي لبني ملال.
وستمكن أشغال إعادة التأهيل من احتضان مباريات كرة القدم في أفضل الظروف داخل ملعب العامرية التاريخي، والتشجيع على ممارسة كرة القدم بين فئات الشباب والناشئين بالمدينة، فضلا عن تعزيز البنيات التحتية الرياضية ببني ملال.