في بداية المشوار، اختارت السيدة عينان ابنة مدينة الرباط، بعد حصولها على الإجازة في الحقوق تخصص القانون الخاص بكلية الحقوق سنة 1982، مهنة المحاماة التي مارستها بهيئة الرباط ما بين سنوات 1986 و2007.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة تخليد اليوم العالمي للمرأة، أكدت سميرة أن اخيارها لهذا المسار كان بتأثير من جدها الذي كان "قاضيا وفقيها " .
وبعد ولوجها المحاماة سنة 1986، تلك المهنة النبيلة التي تعنى بالدفاع عن الناس، التحقت السيدة عينان بالمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، حيث انكبت في هذا الإطار على معالجة شكايات المواطنين.
تعتبر السيدة سميرة عينان، التي راكمت مسارا طويلا في مجال العمل المرتبط بحقوق الإنسان، أن الدفاع عن هذه الحقوق مسألة تتعلق بالتربية التي يتلقاها المرء في الأسرة، قائلة في هذا الصدد "أنا أؤمن بأن التربية التي يتلقاها الطفل هي العامل الأساسي الذي يساهم في تكوين وعيه المتعلق باحترام حقوق الآخر".
لم يقف مسار السيدة عينان في الدفاع عن حقوق الإنسان عند حدود العمل الحقوقي في شقه المرتبط بعمل جمعيات المجتمع المدني، إذ فور فتح باب التوصل بالشكايات المتعلقة بجبر الضرر، عملت السيدة عينان كمنسقة لفريق القانونيين المساعدين لجبر الضرر بهيئة الإنصاف والمصالحة، على استقبال المتضررين الذين يلجأون للهيئة واستلام طلباتهم وتقديم التوضيحات الكافية لهم، كما استمرت بعد ذلك في عضوية هيئة المتابعة لتصفية الملفات العالقة إلى حدود 2007، سنة التحاقها بسلك القضاء.
وتابعت أن "النظر في الملفات التي كانت معروضة أمام هيئة الإنصاف والمصالحة ولدت لدي الرغبة في أن أساهم في الحقل القضائي ببلادنا"، مشيرة في هذا الإطار إلى أنها بولوج سلك القضاء "انتقلت من موقع الدفاع إلى موقع الفصل في القضايا المطروحة أمامها".
وقد كانت بدايتها في سلك القضاء، بالمحكمة الابتدائية بالقنيطرة حيث اشتغلت في قضاء الأحداث، ثم ترأست بعد ذلك غرفة الأحوال الشخصية، كما عملت منذ سنة 2014 كمستشارة بمحكمة الاستئناف بالرباط بعدة غرف، منها الإرهاب، والأحداث، والغرفة الاجتماعية.
وبعد مسار طويل وحافل في مجالي المحاماة والقضاء، التحقت السيدة عينان بالمندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان في مارس سنة 2022، حيث ساهمت في إنجاز مرجع يتعلق بقرارات محكمة النقض في المادة الجنائية التي ترسخ لمبادئ حقوق الإنسان .
وقالت في هذا الإطار إن "حقوق الإنسان تشهد تطورا متواصلا، ونحن مطالبون بمواكبة المسارات والتطورات التي يعرفها هذا المجال".
وترى السيدة عينان في ثامن مارس "احتفاء بجهود المرأة ودورها المجتمعي ومساهمتها المتنامية في التنمية والتماسك الاجتماعي، وحضورها البارز على الواجهة الوطنية والدولية".