وتناولت هذه الندوة الموضوع من زوايا متعددة منها ما يتعلق بتاريخ الوجود اليهودي بالمغرب، والتطور التاريخي للإطار القانوني لتنظيم الطائفة اليهودية، والمكون العبري في تاريخ المغرب الثقافي، فضلا عن واقع حال تدريس اللغة العبرية بالجامعة المغربية.
وبهذه المناسبة، أشار أستاذ التاريخ المعاصر، المختص في تاريخ اليهود المغاربة ، محمد براص، في مقاربة تاريخية إلى أن يهود شمال إفريقيا هاجروا بشكل سلس نحو المدن الأندلسية المختلفة، والتي أصبحت مدن علم وثقافة وشعر، مضيفا أن الوضع السياسي والفكري بالأندلس انعكس على الوضع العلمي والثقافي بالمغرب الأقصى.
وأضاف أنه على مر التاريخ، تبلور، إلى جانب المسلمين، بعد ثقافي عبري متعدد المشارب لم ينسجم داخليا بشكل سلس، بل تطلب الأمر تحولات عديدة في الزمن التاريخي، أعطت بعدا متقدما للمكون الثقافي اليهودي المغربي بعد الفترة الاستعمارية .
وشدد على أن الحديث عن المكون الثقافي المغربي اليهودي يقتضي منهجيا الإقرار بوجود التمايز ما بين المنتوج الثقافي اليهودي والمنتوج الثقافي الإسلامي ، ومن ثمة الإقرار بتأثير العامل الديني في تكوين البعد الثقافي.
كما أكد أن المكون الثقافي المغربي اليهودي عرف انتشارا واسعا على المستوى العالمي، مبرزا أن انتشار المغاربة اليهود في العالم وفي فترات مختلفة كان له دور كبير في ما يتعلق بامتداد الثقافة المغربية اليهودية عبر دول العالم والاضطلاع بأدوار بارزة في الفلسفة وعلم الاجتماع والتاريخ والاقتصاد.
من جهته، قال الباحث في تاريخ علاقات اليهود بالمسلمين في المغرب، أمين الكوهن، إن التطرق لمختلف المواضيع المرتبطة بالمكون اليهودي بالمغرب يعد أمرا مهما بالنظر إلى التأثير الذي ما زال قائما لهذا المكون.
وأبرز أن ظهير تنظيم الطائفة اليهودية وإحداث مؤسسة الديانة اليهودية المغربية، الذي صدر في 24 أكتوبر 2022، أعطى أدوارا جديدة لهذا المكون .
يشار إلى أن الدورة ال28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من قبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع ولاية جهة الرباط سلا القنيطرة ومجلس جهة الرباط سلا القنيطرة.
وتعرف هذه الدورة، التي ستتواصل إلى غاية 11 يونيو الجاري، مشاركة 661 كاتب ومفكر وشاعر مغربي وأجنبي يضيئون سماء هذا المعرض الدولي بإسهاماتهم الفكرية.